/ الفَائِدَةُ : (177) /

05/06/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الفضائلُ والرَّذائلُ مَخْلُوقَاتٌ حَيَّةٌ شَاعِرَةٌ / هناك مَبْحَثٌ مَعْرِفِيٌّ مُهِمٌّ وخَطِيرٌ جِدّاً رَكَّزَت عليه بيانات الوحي واِهْتَمَّت به ، لكن أَصْحَاب المدارس الْمَعْرِفِيَّة ـ كالفلاسفة ـ لم يولوه اِهْتِمَاماً ولم يَغُورُوا في أَعْمَاقِه ، حاصله : أَنَّ حقائق الفضائل والكمالات بطبقاتها الصاعدة مَخْلُوقَات ؛ حَيَّةٌ شَاعِرَةٌ عـاقلةٌ ، ولها نشأةٌ نوريَّةٌ مُجرَّدةٌ موجودةٌ في عالمها ، ولها اِرْتِبَاطَات بالعوالم النازلة ، منها : عَالَمُ الدنيا ، وهذه الْاِرْتِبَاطَات يُورِث الفضيلة والكمال . مثاله : (العقل) ؛ فإِنَّه كائنٌ نوريٌّ حَيٌّ وشَاعِرٌ ، يرتبط بكُلِّ كائن أَرضي ذي شعور ، والْاِرْتِبَاط به يُورِث الفضيلة والكمال . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، فإِنَّه : « سُئْلَ : مِمَّا خلق الله عَزَّ وَجَلَّ العقل ، قال: خلقه ملك له رؤوس بعدد الخلائق ؛ من خلق و من يخلق إلى يوم القيامة ، وَلِكُلِّ رأس وجه ، وَلِكُلِّ آدمي رأس من رؤوس العقل ، و اسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرأس مكتوب ، وعلى كُلِّ وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ، ويبلغ حَدّ الرجال ، أو حَدّ النساء ؛ فإذا بلغ كُشِفَ ذلك الستر ، فيقع في قلب هذا الانسان نور، فيفهم الفريضة والسُّنَّة ، والجيد والردي ، ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت »(1). وهكذا الحياء فإِنَّه كائنٌ نوريٌّ حَيٌّ وشَاعِرٌ وعاقل يرتبط بكُلِّ كائن أَرضي ذي شعور ، والْاِرْتِبَاط به يُورِث الفضيلة والكمال . وعلى هذا قس الرَّذائل ؛ فإِنَّها بطبقاتها الصاعدة مَخْلُوقَات ؛ حَيَّةٌ شَاعِرَةٌ أيضاً لكنَّها ـ مخلوقات ـ مُنْحَدِرَة وجواهر ظلمانيَّة ، يُورِث الْاِرْتِبَاط بها الرَّذيلة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)بحار الانوار ، 1 : 99 / ح 14